بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 أكتوبر 2010

الصفحات المضية من ترجمة الإمام ابن تيمية (الجزء الأول)

إنَّ الحمد لله نحْمَده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا، ومِن سيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

أمَّا بعد:
"فهذه صفَحات مُضِيَّة من ترجمة الإمام  ابنِ تيميَّة".
حياة هذا الإمام مليئةٌ بالأمور الجليلة القدْر، كثيرة المعارِف، متشعِّبة المسالِك، بحيث يصحُّ أن تُفرَد كل مرحلة من مراحل حياته، أو يفرد كل جانب مِن جوانب شخصيته بمصنَّف مستقل، ودراسة فاحِصة لها، تبحث عن الدُّرِّ المكنون بيْن صدفاتها، لكن هذه إطلالة على بعضها - كما هو دأبُ الباحثين - وسيكون ذلك خلال ما يلي:
اسمه ولقبه وكنيته[1]:
هو الإمام الربَّاني، الفقيه المجتهد، المجدِّد، بحْر العلوم العقلية والنقلية، شيخ الإسلام، تقي الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ الإمام شهاب الدِّين أبي المحاسن عبدالحليم بن الشيخ الإمام مجد الدين أبي البركات عبدالسلام بن أبي محمَّد عبدالله بن أبي القاسم الخَضر بن محمَّد بن تيميَّة بن الخضر بن علي بن عبدالله النميري.

لقبه: لُقِّب بشيخ الإسلام[2]، وبابن تيمية[3]، وغالبًا ما يُجمع بينهما فيقال: شيخ الإسلام ابن تيمية.

كنيته: كني بأبي العباس، مع أنه لم يتزوَّج[4]؛ ذلك أنَّه من السُّنة أن يكنى المسلِم، ولو لم يُولد له، أو كان صغيرًا؛ لحديث عائشة أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -: أنها قالت للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: يا رسول الله، كل نسائك لها كُنية غيري، فقال لها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اكتني بابنِك عبدالله [يعني: ابنَ الزبير] أنت أمُّ عبدالله))[5]، ولقول أنس - رضي الله عنه -: إنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - دخل فرأى ابنًا لأبي طلحةَ، يُقال له: أبو عُمَير، وكان له نُغَير يلعب به، فقال: ((يا أبا عُمير، ما فعَل النُّغَير؟))[6].

ولادته وأسرته ونشأته:
ولادته[7]: وُلِد الإمام ابن تيمية في يوم الاثنين 10 ربيع الأول سنة 661 هـ في حران.

أسرته: وهي أسرةٌ معروفة بالعِلم والصلاح؛ إذ إنَّهم يتوارثون العلم فيما بينهم، وكانت لهم الصَّدارة في المسجد الجامع، ومِن هذه الأسرة الطيبة الإمام مَجْد الدين بن عبدالسلام، وولده الإمام الشيخ عبدالحليم والد الإمام أحمد ابن تيمية، وكانتْ هذه الأسرة تسلك في التدليلِ على المسائل العقدية والفقهية مسلكَ الحنابلة، فشرِب الإمام العلمَ منذ نعومة أظفاره في حجْر أبيه، فكان للعلم تقديرٌ خاص لديه؛ بسبب إجلال أسرته للعلم، وشهرتها به، فدرس علومَ الشريعة المختلفة منذ صِغَره، حيث كان يحضر المحافلَ العامة، فكان يناقش ويردّ ويفتي وهو في ريعان الشباب، حتى إنَّه تولَّى الدرس بعد موت أبيه، وحضَر له كبارُ أئمَّة ذلك العصر، وأُعجِبوا من علمه، وسُرعة استحضاره، مما يشهد ببراعته منذ صِغره.

نشأته: لقد أثَّرتْ فيه بيئتُه أيَّما تأثير؛ ذلك أنَّ البيئةَ المحيطة به بيئةُ عِلمٍ وصلاح، "فنشأ بها أتمَّ إنشاءٍ وأزكاه، وأنبته الله أحسنَ النبات وأوفاه، وكانت مخايلُ النجابة عليه في صِغره لائحة، ودلائلُ العناية فيه واضحة، [وقد أثَّرت فيه هذه النشأة أيَّما تأثير، وجعلتْه منذ] صِغره مستغرقَ الأوقات في الجِد والاجتهاد، فختَم القرآن صغيرًا، ثم اشتغل بحِفظ الحديث و[دراسة] الفِقه والعــربية، حتى برع في ذلك، مع ملازمة مجــالس الذِّكْر وسمــاع الأحاديث والآثار"[8]، فنُموُّه في تلك البيئة جعله من المنهومين بطلب العلم، والناهلين من منابعِ المعرفة بعَينٍ فاحصة متخصصة، ثم ظهر ذلك من خلال كتاباته وتآليفه ومواقفه؛ دفاعًا عن الشريعة الغرَّاءِ بكل ما يستطيع من جهْد، وبكلِّ ما أُوتي من قوة، وهذه ثمراتُ نشأته الأولى، وبيئته وأسرته؛ إذ اكتحلتْ عيناه برؤية كِبار علماء عصره، وشنفتْ أذناه بسماع الحديث والآثار مِن أئمة عصره، فارْتشَف العلم منذ نعومة أظفاره، ممَّا كان له أكبرُ الأثر في تكوين مَلَكته العلمية، والتي أهَّلته للإمامة عبرَ العصور.

شيوخه وتلاميذه:
إنَّ نفْسًا عملاقة كنفْس الإمام ابن تيمية، تُنبئ عن تعدُّد مناهِل المعرفة، وتنوُّع روافد أصول العلم التي تلقَّى ثقافتَه ومعرفته مِن خلالها، وهذا بدوره يؤكِّد أنَّ الإمام ابن تيمية قد تلقى العلم على أيدي كثيرٍ من الشيوخ والشيخات، وتعددُ الشيوخ والشيخات راجعٌ إلى تعدُّد روافده، وتنوع العلوم التي درسَها، والمعارف التي تلقَّاها، واستوعبتْها ذاكرتُه الحديدية، وأدركها بعقله الكبير، وطبيعي أنَّ مَن هذه أحوالُه - إضافة إلى ترجمته الحافِلة بأنواع شتَّى من جهاد وتعليم، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، ولهج بذِكْر الله، وحسن عِشْرة ومعاملة، وزهد في منصب وفي دنيا - أن يكون لـه تلاميذُ يحملون عنه عِلمَه الغزير، وهؤلاء الذين تلقوا عنه، أصبح كلُّ واحد منهم إمامًا.

أما شيوخه: وهم الذين تلقَّى على أيديهم أصولَ العلم والمعرفة منذ صِغره، بل ظلَّ كذلك يستفيد مِن أهل العلم في كِبره من الأئمَّة من شيوخ عصره وشيخاته، "وشيوخه الذين سمع منهم أكثرُ من مائتي شيخ"[9]، كما سمع من أرْبع شيخات[10]، فسمع الحديث من الإمام ابن عبدالدايم[11]، ومن شيوخه والده الإمام شِهاب الدين أبو المحاسن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية، ومنهم الإمام عبدالرحمن بن محمَّد بن قدامة[12]، والشيخ علي الصالحي[13] ، والشيخ عفيف الدين عبدالرحمن بن فارس البغدادي[14]، والشيخ المنجا التيوخي[15]، والشيخ محمَّد بن عبدالقوي[16]، والشيخ شرَف الدِّين المقدسي[17]، والشيخ الواسطي[18]، والشيخ محمَّد بن إسماعيل الشيباني[19]، ومن الشيخات فعمَّتُهُ ستُّ الدار[20]، والشيخة أمُّ الخير الدمشقية[21]، والشيخة أمُّ العرب[22]، والشيخة أمُّ أحمد الحرانية[23]، والشيخة أم محمَّد المقدسية[24]، فهؤلاء الشيوخ والشيخات وغيرهم، تلقَّى على أيديهم وتعلَّم، وكان لهم أبرزُ الأثر في عِلمه وسلوكه، ونبوغه وعبقريته وألمعيته.

تلاميذه: إنَّ شخصيةً كشخصية الإمام ابن تيمية لا بدَّ وأن يكون لها آثارٌ بارزة؛ لهذا فقد تأثَّر به وبمنهاجه الكثيرُ، كما لازمه كثيرون، وأصبحوا من خواصِّه، وتتلمذوا على يديه، ونهلوا من مَعِينه الصافي، بحيث أصبح الواحدُ منهم بعد ذلك إمامًا في فنِّه، ومشكاةً يضيء للآخرين بما أُوتي من فَهْم ثاقب، وعلمٍ غزير، ومن هؤلاء التلاميذ: الإمام ابن قيِّم الجوزية، والإمام الذهبي، والإمام ابن كثير، والحافظ البزار، والإمام ابن عبدالهادي[25]، والشيخ الواسطي[26]، والشيخ ابن الوردي[27]، والشيخ ابن رشيق[28]، والإمام ابن مُفلِح[29]، وغيرهم الكثير والكثير، والذين قد حملوا عِلمَه، وسلَكوا منهاجَه في تبليغ الشريعة.

وبالنظر إلى تلاميذ هذا الإمام العملاق، تظهر منزلتُه، ويبين قدرُه، فإذا كان تلاميذه أئمة، ولهم من العلم ما لهم مِن تآليف، وتولٍّ لقضاء أو إصلاح، فكيف يكون قدرُ أستاذهم وشأنه؟!

إنَّه بحر لا ساحلَ له، وموسوعةٌ عِلمية ومكتبية متنقِّلة، مع العلم والعمل، والزهد وترْك المناصب، واللهج بذِكْر الله - عز وجل - والدعوة إلى نُصْرة شرْعه بنفسه ورُوحه وماله كله، وهذا معروفٌ وواضح من أحواله، بما ترجم له مَن رآه، أو رأى مَن رآه، وبما تواترتْ أخباره بيْن ناقليها مِن جميع فئات شعبي دمشق ومصر، وبما ترَك خلفَه من آثار: سواء في تلاميذ، أو كتب، أو إصلاح.
ـــــــــــــــــــــ
[1] الإمام ابن كثير، البداية والنهاية، (13/241)، الإمام الذهبي، تذكرة الحفَّاظ، (4/1496)، الإمام ابن الوردي، تتمة المختصر، (2/406)، الحافظ البزار، الأعلام العلية، (ص: 14)، الإمام ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة، (1/144)، الإمام الكتبي، فوات الوفيات، (1/164)، الإمام ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، (6/80)، الإمام مرعي الكرمي، الكواكب الدرية، (ص: 51 - 52)، الإمام الشوكاني، البدر الطالع، (1/63)، الشيخ صِدِّيق حسن خان، التاج المكلل، (ص: 420)، الإمام الألوسي، غاية الأماني، (ص: 154)، الأستاذ الزِّركلي، الأعلام، (1/144)، الشيخ عبدالفتاح أبو غدة، العلماء العزاب، (ص: 164)، الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، مقدمة جامع الفتاوى، (1 ص: أ)، د. بكر بن عبدالله أبو زيد، المدخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية، (ص: 15).
[2] هذا اللقب قد "أطلقه العلماء السابقون على كلِّ مَن حاز درجةً كبيرة عالية في العِلم بالكتاب والسنة، وفي الفضل والصلاح والقدوة، وكان مرجعَ المسلمين في العلم وشؤون الدِّين، وهو بهذا المعنى دار في كتب المحدِّثين والمؤرخين والرجال والتراجم"؛ الشيخ عبدالفتاح أبو غدة، العلماء العزاب، (ص: 46 تعليق 1)، ويُنظر أيضًا كتاب: الرد الوافر؛ للإمام ابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق الشيخ زُهير الشاويش، (ص 51 - 56)، المدخل إلى مذهب الإمام أحمد؛ للعلامة ابن بدران الدمشقي الحنبلي (ص: 223)، وللإمام السخاوي كتاب له سمَّاه "الجواهر" تكلم فيه على لَقَب شيخ الإسلام؛ فليراجع.
[3] إنَّ لقب تيمية: إنما هو لجَدِّه محمد بن الخضر، وسببه قولان: "فقيل: إنَّ جَده محمد بن الخضر حجَّ على درْب تيماء [بلدة بين الشام ووادي القُرى في طريق حجاج الشام]، فرأى هناك طفلةً فلما رجع وجد امرأته قد ولدتْ له بنتًا فقال: يا تيميَّة - يا تيمية، وقيل: إنَّ جده محمدًا كانت أمُّه تسمَّى تيمية، وكانت واعظةً، فنُسب إليها، وعرف بها"؛ الإمام مرعي الكرمي، الكواكب الدرية، (ص: 52) بتصرف.
[4] (ص: 32) الكلام مفصلاً عن أسباب عزوفه عن الزواج.
[5] صحيح: رواه الإمام أحمد في مسنده (6/151)، وصحَّحه الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"، (1 ص 45)، رقم (132).
[6] رواه البخاري، (16/479 فتح) رقم (6203)، وبوَّب عليه الإمام البخاري في كتاب الأدب بابًا بعنوان: الكُنية للصبي وقبل أن يُولَد للرجل، ورواه مسلم (4/1692 ) رقم (2150).
[7] الإمام ابن كثير، البداية والنهاية، (13/241)، (14/136)، الإمام ابن الوردي، تتمة المختصر، (2/408)، الإمام ابن حجر، الدرر الكامنة، (1/144)، الإمام الشوكاني، البدر الطالع، (1/63)، الإمام صدِّيق حسن خان، التاج المكلل، (ص: 240)، الحافظ البزار، الأعلام العلية، (ص: 17)، الإمام الذهبي، تذكرة الحفاظ، (4/1496)، الإمام محمد بن شاكِر الكتبي، فوات الوفيات، والذيل عليها، تحقيق د. إحسان عباس (1/74)، الزِّركلي، الأعلام، (1/144)، د. بكر بن عبدالله أبو زيد، آثار شيخ الإسلام، (ص: 15).
[8] الحافظ البزار، الأعلام العلية، (ص: 17، 19) بتصرف.
[9] الإمام ابن عبدالهادي، العقود الدرية، (ص: 6).
[10] ينظر، الإمام ابن تيمية، الأربعون التيمية، شرح وتصحيح وتخريج صلاح أحمد السامرائي، (ص: 55، 57، 58، 59)، ينظر الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (18/76 ).
[11] الإمام الشيخ زين الدين أبو العباس أحمد بن عبدالدايم بن نعمة بن أحمد المقدسي، أحد شيوخ الحنابلة، ومِن علماء الحديث، توفي سنة 668هـ.
[12] الإمام الشيخ الزاهد، الخطيب، قاضي القضاة، شيخ الإسلام عبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قُدامة المقدسي الجَماعيلي، انتهتْ إليه رئاسة العِلم في زمانه، توفي سنة 682هـ.
[13] الإمام الفقيه المحدِّث، مسند الوقت، فخر الدين، أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدالواحد السَّعدي، المقدسي الصالحي، كان إمامًا فاضلاً، مجتهدًا دَيِّنًا صالحًا خيِّرًا، علَّم الأكابر، تُوفي سنة 690هـ.
[14] الفقيه المحدِّث الأثري، الزاهد عفيف الدِّين، أبو محمد عبدالرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس العلثي، ثم البغدادي، كان ذا عِلم وصَلاح، وأفاد خلْقًا كثيرًا، تُوفي في طريق مكة سنة 685هـ.
[15] الشيخ الفقيه، زين الدين أبو البركات المنجا بن عثمان بن أسعد بن أسعد بن المنجا بن بركات التيوخي الدمشقي، كان ذا معرفةٍ وعِلم بالفقه والأصول، والتفسير والنحو، من تصانيفه شرْح المقنع، وتفسير للقرآن الكريم، تُوفي سنة 695هـ.
[16] الفقيه المحدِّث النحوي، شمس الدين، أبو عبدالله محمد بن عبدالقوي بن بدران بن عبدالله المقدسي المداوي، برَع في العربية واللُّغة، وكان حسنَ الدِّيانة، كثيرَ الإفادة، توفي سنة 699هـ.
[17] الشيخ الفقيه، شرَف الدين، أحمد بن الشيخ كمال الدِّين أحمد بن نعمة بن أحمد المقدسي الشافعي، كان خطيبَ دمشق ومفتيَها، وشيخ الشافعية فيها، برَع في الفقه والأصول والعربية، كان متواضعًا ناسكًا، ثاقبَ الذهن، تُوفي سنة 694هـ
[18] الفقيه العابد الزاهد، تقيُّ الدين، أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي الصالحي الحنبلي، رَوى عنه خلْقٌ كثير، تُوفي سنة 692هـ.
[19] الشيخ العالِم الأديب، شمس الدين أبو عبدالله بن محمَّد بن إسماعيل بن أبي سعد بن علي بن منصور الشيباني، الآمدي ثم المصري، كان فاضلاً، وذا معرفة بالحديث، والتاريخ والسير، والنحو واللغة، تُوفي سنة 704هـ.
[20] الشيخة الصالحة، ستُّ الدار، بنت عبدالسلام بن أبي محمد ابن تيميَّة، عمَّة شيخ الإسلام، حيث روى عنها الحديث، تُوفيت سنة 686هـ
[21] الشيخة الصالحة، أمُّ الخير، ستُّ العرب بنت يحيى بن قايماز بن عبدالله، التاجية الدمشقية، روَى عنها الحديث، تُوفِّيت سنة 684هـ.
[22] الشيخة الجليلة الأصيلة، أمُّ العرَب، فاطمة بنت أبي القاسم بن عساكر، روَى عنها الحديث، تُوفِّيت سنة 683هـ.
[23] الصالِحة العابدة المجتهدة، الشيخة أمُّ أحمد، زينب بنت مكي بن علي بن كامِل الحرَّانية، يزدحم الطلبةُ عليها؛ لعلمها وصلاحها، روَى عنها الحديث، ت 688 هـ.
[24] الشيخة الصالحة، أمُّ محمَّد زينب بنت أحمد بن عمر بن كامل، تفرَّدتْ وارْتحل إليها الطلبة، روَى عنها الحديث، ت 722 هـ.
[25] الإمام الشيخ محمَّد بن أحمد بن عبدالهادي بن قُدامة، كان عالِمًا صالحًا، له مؤلَّفات منها: الصارم المنكي، والعقود الدرية، توفي سنة 724هـ.
[26] الشيخ الزاهد، والعالِم العامل، عماد الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم الواسطي، كان ذا صلاح وعبادة، قال عنه شيخه ابن تيمية: جنيد وقتِه، له مصنَّفات منها: ملخَّص السيرة النبوية، وشرح منازل السائرين، ورِسالة ينصح فيها أصحابَ الإمام ابن تيمية، تُوفي سنة 711هـ.
[27] الأستاذ الشيخ زين الدين عمر بن المظفر بن أبي الفوارس بن الوردي، كان على عِلم وصلاح، وبلغ الذروة العليا، والطبقة القصوى في الشِّعر، ينتهي نسبُه إلى الصِّدِّيق - رضي الله عنه - له مصنَّفات، منها: تتمة المختصر، توفي سنة 749هـ.
[28] - الشيخ أبو عبدالله بن رشيق المغربي، كان على معرفة تامَّة بخط الإمام ابن تيمية وكتاباته، حتى إنه يشكل عليه أحيانًا فيدعو تلميذَه أبا عبدالله لحلِّه؛ لأنَّه كان أبصر من الشيخ بخطِّه، نسخ كثيرًا من كُتب شيخه، تُوفي سنة 749هـ.
[29] الإمام الفقيه العلاَّمة، الشيخ محمد بن مفلِح بن مفرح المقدسي، كان واسعَ العلم، ذا عبادة، ومِن أعلم الناس بمذهب الإمام أحمد في زمانه، وكان يقول له شيخُه ابن تيمية: أنت مفلِح، له مؤلفات قيِّمة، منها: الفروع، والآداب الشرعية، توفي سنة 763هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق