بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 4 أكتوبر 2010

تخريج حديث " الْهَدْيَ الصَّالِحَ، وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ "

عن ابنِ عباسٍ رضِي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ r:"إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ، وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ، وَالاقْتِصَادَ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ"

الحديث أخرجه أبوداود (4776) قال حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ به وهذا إسناد رجاله ثقات أثبات إلا قابوس وهو ضعيف الحديث لكن صالح في المتابعات و الشواهد كما قال الدارقطني: ضعيف لكن لا يترك قلت ولقد روى عنه جمع من الثقات الحفاظ هذا الحديث ومنهم
1-   زهير بن معاوية وروى عنه
1-1-     النفيلي عبد الله بن محمد:  وعنه أبوداود كما تقدم ومن طريقه أخرجه البيهقي في الآداب(193), والبغوي في السنة(3599), والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (210), وابن عبد البر في الاستذكار(1150) كلهم من طريق النفيلي عن زهير به.
1-2-     حسن بن موسى:  وعنه أحمد في المسند (2693), ومن طريقه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (3342).به
1-3-     أسود بن عامر: وعنه أحمد في المسند (2693)، ومن طريقه الضياء في المختارة(3342)، عن زهير بن حرب وجعفر الأحمر به.
1-4-     مصعب بن يزيد و سعيد بن جعفر : ومن طريقهما أخرجه ابن عبد البر في الاستذكار (1149) به.
1-5-     شعيب بن حرب: ومن طريقه عبد الله بن عمرو المقدسي في جزئه(40) "مخطوط"، وبن شاذان في جزئه (1) "مخطوط" به.
1-6-     بشر بن عمر الزهراني: ومن طريقه أخرجه الطحاوي في المشكل (1234) به.
1-7-     أحمد بن يونس التميمي: لكن بلفظ  إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ ، وَالاقْتِصَادَ، جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " أخرج روايته البخاري: كما في الأدب المفرد(789)، و الطبراني في المعجم الكبير (12608) من طريق علي بن عبد العزيز عنه ولم يذكر الطبراني في روايته "الاقتصاد" ومن طريق علي بن عبد العزيز أيضا أخرجه البيهقي في الشعب(7525) لكن رواه كرواية النفيلي عن زهير بنفس لفظه   ورواه عن أحمد بن يونس أيضا كرواية النفيلي عن زهير أحمد بن نجدة أخرج روايته البيهقي في الشعب(7924) من طريق  أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، مخالفا لرواية البخاري وعلي بن عبد العزيز في إحدى روايتيه  قلت وهذه رواية لا تثبت من أجل ابي الفضل هذا ويقال له أيضا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، أورده الخطيب في "تاريخ بغداد" (5-466)... (3010) وقال: سمعت الأزهري ذكر أبا المفضل فأساء ذكره، وقال: كان أبو المفضل دجالاً كذابًا. اه.وأورده الإمام الذهبي في "الميزان" (3-607)، ونقل قول الخطيب في أبي المفضل: "كتبوا عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه وأبطلوا روايته وكان يضع الأحاديث للرافضة". اه. وأقره.وأضاف ابن حجر في "اللسان (5/261) عن حمزة بن محمد بن طاهر قوله: "كان يضع الحديث". اه.قلت  بل ضعفه أيضا  المصنفون في رجال الشيعة أنفسهم فقال السيد مصطفى بن الحسين الحسيني في كتابه نقد الرجال (4/253)  محمّد بن عبد الله بن محمّد  ابن عبيد الله بن البهلول بن همّام بن المطلب بن همّام بن بحر بن مطر بن مرّة الصغرى بن همّام بن مرّة بن ذهل بن شيبان ، أبو المفضّل ، كان سافر في طلب الحديث عمره ، أصله كوفي ، وكان في أول أمره ثبتاً ثمّ خلط ، ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعّفونه.ورواه عن أحمد بن يونس أيضا محمد بن عمرو بن النضر كرواية النفيلي ومحمد بن عمرو صدوق حسن الحديث
فظهر مما تقدم أن أحمد بن يونس عنه روايتان الأولى  بلفظ ((سبعين جزء)) وهي الصحيحة والثانية بلفظ ((خمسة وعشرين جزء )) كما هو أصل رواية النفيلي وهي مرجوحة
2-       عبيدة بن حميد : ومن طريقه أخرجه البخاري في الأدب (793) عن قابوس به
3-       إدريس الأودي: ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل (4745) عن قابوس به
4-       مسعر بن كدام و من طريقه أخرجه أبو نعيم في الحلية (10765) عن قابوس به.
5-       أبو كدينة يحي بن المهلب: كما في أخبار قزوين(1151)، عن قابوس به
6-       سفيان الثوري : فرواه وكيع في الزهد (317)عنه عن قابوس به ، وهذا إسناد قوي رجاله حفاظ ثقات إلا قابوس كما تقدم وهو إن كان يرويه موقوفا على ابن عباس إلا أن له حكم الرفع إذا لا مدخل للعقل فيه ورواه على الوقف أيضا ابن عدي في الكامل (6744)، و البيهقي في الشعب من طريق سفيان به وقال في رواية البيهقي "من بضع و عشرين جزء" ولا تعارض إذ البضع يشمل الخمسة
-         ووقفت على متابعة لقابوس أخرجها ابن الأعرابي في معجمه (136)، (340)، ومن طريقه الشهاب في مسنده(306)، وأخرجها ابن عدي في الكامل (1154)، كلهم من طريق بحْرُ السِّقَاءِ ، ثنا الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: التُّؤَدَةُ ، وَالاقْتِصَادُ، وَالتَّثَبُّتُ، وَالصَّمْتُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " قلت ورجال إسناده كلهم ثقات أثبات إلا بحر السقاء وهو بحر بن كنيز الباهلي وهو ضعيف ساقط الحديث
-         وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن سرجس بلفظ فيه بعض اختلاف فيما أخرجه الترمذي (2010) قال حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ الْمُزَنِيِّ ، أَنّ النَّبِيَّ ص قَالَ : " السَّمْتُ الْحَسَنُ وَالتُّؤَدَةُ وَالِاقْتِصَادُ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " ،
قلت وهذا إسناد متصل رجاله ثقات إلا عبد الله بن عمران وهو أبو عمران القرشي التيمي الطلحي وهو مقبول صالح في الشواهد والمتابعات  قال الحافظ المزي: روى له الترمذي حديثا واحدا قلت: هو هذا الحديث وأخرجه بهذا السند الترمذي كما تقدم وابن عاصم في الآحاد والمثاني(1105)، والطبراني (  1368) ومن طريقه الضياء في المختارة (3223)،(3224)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (416)، والمزي في تهذيب الكمال من طرق عن نصر بن علي به
-         وأخرجه الترمذي (2010)، عن قتيبة بإسقاط عاصم الأحول وضعفه ورجح رواية نصر
-         وأخرجه عبد بن حميد في مسنده (512)، والطبراني في الأوسط (1017),  ومن طريقه الضياء في المختارة (3223)، كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن نوح به
-         وأخرجه ابن حبان في الثقات (355) من طريق عبد الله بن عمر القواريري والخطيب في التاريخ (471)، وفي الجامع (928)، من طريق أبي بكر بن أبي الأسود وابن أبي الدنيا في إصلاح المال (323)، والمزي في التهذيب(1700)، كلهم عن نوح بن قيس به
-         وللحديث شاهد مروي عن أنس أخرجه زاهر بن طاهر في السباعيات (166)، ومن طريقه الضياء في المختارة (1998)، قال زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيَّ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَنْجَرُوذِيُّ ، أنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ ، نا عَبْدَانُ الْجَوَالِيقِيُّ ، نا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص : السَّمْتُ الْحَسَنُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "
-         قلت وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات إلاعبد الله بن قحطبة قال فيه ابن حبان: هو من شيوخنا و ذكره الحاكم في المستدرك وقال : سمعت أبا علي الحافظ يوثق ابن قحطبة لكن بينه وبين شعيب بن الحبحاب مسافة
-         وعليه فالحديث يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره
-         وأما بالنسبة لإختلاف رواياته بين في عدد أجزاء النبوة فهذا لا إشكال فيه إذ الأوصاف التي ذكرت في كل رواية مختلفة عن الأخرى وقد تكون مشتركة في البعض وكل رواية انفردت وزادت صفة جديدة فالحاصل أن هذه الأوصاف تختلف في نصيب كل منها من النبوة فلا تعارض إذا في اختلاف النسب المذكورة في الروايات قال الحافظ ابن حجر:( أي النبوة مجموع خصال مبلغ أجزائها ذلك وهذه الثلاثة جزء منها وعلى مقتضى ذلك يكون كل جزء من الستة والعشرين ثلاثة أشياء فإذا ضربنا ثلاثة في ستة وعشرين انتهت إلى ثمانية وسبعين فيصح لنا أن عدد خصال النبوة من حيث آحادها ثمانية وسبعون قال ويصح أن يسمى كل اثنين منها جزءا فيكون العدد بهذا الاعتبار تسعة وثلاثين ويصح أن يسمى كل أربعة منها جزءا فتكون تسعة عشر جزءا ونصف جزء فيكون اختلاف الروايات في العدد بحسب اختلاف اعتبار الاجزاء ولا يلزم منه اضطراب قال وهذا أشبه ما وقع لي في ذلك مع انه لم ينشرح به الصدر ولا اطمأنت إليه النفس قلت وتمامه أن يقول في الثمانية والسبعين بالنسبة لرواية السبعين ألغي فيها الكسر وفي التسعة والثلاثين بالنسبة لرواية الأربعين جبر الكسر ولا تحتاج إلى العدد الأخير لما فيه من ذكر النصف وما عدا ذلك من الأعداد قد أشار إلى أنه يعتبر بحسب ما يقدر من الخصال ثم قال وقد ظهر لي وجه آخر وهو أن النبوة معناها أن الله يطلع من يشاء من خلقه على ما يشاء من أحكامه ووحيه إما بالمكالمة وإما بواسطة الملك وإما بالقاء في القلب بغير واسطة لكن هذا المعنى المسمى بالنبوة لا يخص الله به إلا من خصه بصفات كمال نوعه من المعارف والعلوم والفضائل والأداب مع تنزهه عن النقائص أطلق على تلك الخصال نبوة كما في حديث التؤدة والاقتصاد أي تلك الخصال من خصال الأنبياء والأنبياء مع ذلك متفاضلون فيها كما قال تعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ومع ذلك فالصدق أعظم أوصافهم يقظة ومناما فمن تأسى بهم في الصدق حصل من رؤياه على الصدق ثم لما كانوا في مقاماتهم متفاوتين كان أتباعهم من الصالحين كذلك وكان أقل خصال الأنبياء ما إذا اعتبر كان ستة وعشرين جزءا وأكثرها ما يبلغ سبعين وبين العددين مراتب مختلفة بحسب ما اختلفت ألفاظ الروايات وعلى هذا فمن كان من غير الأنبياء في صلاحه وصدقه على رتبة تناسب حال نبي من الأنبياء كانت رؤياه جزءا من نبوة ذلك النبي ولما كانت كمالاتهم متفاوتة كانت نسبة أجزاء منامات الصادقين متفاوتة على ما فصلناه قال وبهذا يندفع الاضطراب إن شاء الله)فتح الباري.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق