بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 18 أبريل 2011

من درر الشافعي رحمه الله

قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم 
                            إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف 

                         وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأُسد تخشى وهي صامتة 
                            والكلب يخسى لعمري وهو نباح

الأحد، 10 أبريل 2011

"سلفية القذافي" ..للشيخ عبدالعزيز بن محمد السعيد

الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
أما بعد فلا ريب أن الرئيس الليبي معمرا القذافي ظالم ضال ، وكتابه الأخضر ، وفعاله على الأرض ، شاهدعليه ، وكفى بالله شهيدا .
ولا أشبه حاله اليوم إلا بحال فرعون الذي قال الله فيه : ( حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت بالذي آمنت بنوإسرائيل وأنا من المسلمين ) ، ومن قبلُ أخبر عنه أنه قال : ( ياقوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولايكاد يبين ) وأنه قال : ( يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ) وأنه قال : ( أنا ربكم الأعلى ) . 
وفي هذه الأيام حاول أن ينقذ هذا الباطني نفسه بنشر فتاوى علماء السنة المعروفين كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين رحمهم الله ، وسماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالمحسن العباد حفظهم الله ، وغيرهم من العلماء المتمسكين بهدي السلف الصالح ، في تحريم المظاهرات ووجوب السمع والطاعة للسلطان المسلم وتحريم الخروج عليه ، على وسائل إعلامه، فجيره بعض الموتورين من ذوي التوجهات الفكرية والحزبية المنحفة على أنه تأييد من العلماء السلفيين للقذافي ، وهم يعلمون أويتجاهلون بطلانه ، والعلماء يفرقون في النسبة بين الحكم الشرعي العام وتنزيله على وقائع الأعيان ، والقذافي حاول أن يجير الحكم العام لصالحه ، وهؤلاء الموتورون حاولوا كسب نشر القذافي لهذه الفتاوى العامة لصالحهم ؛ للطعن في علماء السنة ، وتشويه صورتهم ( والله يعلم المفسد من المصلح ) .

ولبيان الحقيقة ، والرد على كلتا الطائفتين : الطائفة القذافية ؛ والطائفة الحزبية الخارجة عن طريقة السلف الصالح في التنظير والتطبيق : إليكم حقيقة السلفية ؛ إقامة للحجة ، وبراءة للذمة ، وكشفا للشبهة ؛ حتى لا يدعى على السلفية ماليس منها ، ولايتقمصها أويقمصها من ليس من أهلها ، أويؤذى علماؤها بما ينسب إليهم زورا وبهتانا . 
والمنصف الذي يطلب الحق ، ولايتبع الهوى ، ويخاف مقام ربه ، سيقف ـ بإذن الله ـ على الحق ، ويقطع بانحراف الطائفتين . 
ماهي السلفية ؟
سلف هذه الأمة من الصحابة وأتباعهم هم أهل الحق ، والأمة الوسط ، وحزب الله المفلح ، والفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة ، أهل الحديث والأثر، والسنة والجماعة ، أثنى الله عليهم، وأوجب اتباعهم ، وحصر الحق المطلق فيهم ،قال الله تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ) وقال : ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولاتطغوا إنه بما تعملون بصير ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) وقال : ( فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ) وقال : ( فتوكل على الله إنك على الحق المبين ) وقال : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون) وقال : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) . 
هذا المنهج السلفي القويم موافق للفطر السليمة ، والعقول الصحيحة ، سالم من التناقض والاضطراب، باعث على الطمأنية في النفوس ، شامل للعقيدة والشريعة والسلوك والآداب ، لاينِد عنه شيء من أمور الدين والدنيا إلا وهو هاد إلى الحق فيه ، وكيف لايهدي إلى الحق ، والكتاب والسنة إمامه ، والتسليم للنصوص والإذعان لها دثاره وشعاره ، قال أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : ( لا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . وقال الإمام الزهري رحمه الله : ( من الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ ، ومنا التسليم ) . وقال الإمام مالك رحمه الله : ( التسليم للسنن لاتعارض برأي ولاقياس ) . 
في هذا المنهج السلفي القويم : يقف المؤمن حيث وقف السلف رضي الله عنهم ورحمهم في الفهم والعمل ؛ فإنهم أكمل علما وإيمانا بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) خرجه الشيخان من حديث عمران وابن مسعود رضي الله عنهما . قال الإمام الأوزاعي رحمه الله : ( اصبر على السنة ، وقف حيث وقف القوم ، وقل بما قالوا ، وكف عما كفوا عنه ، واسلك سبيل سلفك السلف الصالح ؛ فإنه يسعك ما وسعهم ) . وقال الإمام الشافعي رحمه الله : ( هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى ، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا ) . 
في المنهج السلفي : ليس ثمة تعصب إلا للحق ، مع لزوم العدل والإنصاف ، وترك المراء والجدال بغير حق ، ورد المتشابه إلى المحكم، والبراءة من البدع وهجر أهلها ، ورحمة الخلق ، والنصيحة لهم ، والشفقة عليهم . 
في المنهج السلفي : الاجتماع الذي أراده الله ، وهو الاجتماع على الحق ، يأتمون بالكتاب والسنة ، ويردون إليهما عند التنازع ، ويزنون أعمال العباد بهما ، فما وافقهما فالحق . 
المنهج السلفي : ليس محدودا بزمان ولامكان ولا أعيان ولاأحوال ، بل هو منهج قائم ، من سلكه كان على الهدى ، نسبه متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحملته الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، وانتماؤه شرعي ، ليس فيه تحزب لقطر ؛ ولاعرق؛ ولا لون ؛ ولا لغة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية 
رحمه الله : ( لا عيب على من أظهر مذهب السلف ، وانتسب إليه واعتزى إليه ، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق ؛ فإن مذهب السلف لايكون إلا حقا ) .
من لم يستقم على المنهج السلفي تخطفته الأهواء ، وأضلته الشياطين ، وصار إلى حيرة من أمره ، وكان في صدره من الضيق والحرج بحسب بعده عن هذا المنهج . فماعبد القبوريون القبور واستغاثوا بأهلها إلا حين انحرفوا عن منهج السلف ، وما قدمت المعتزلة عقولهم وحكموها في الوحي وأعرضوا عن التزيل إلا حين انحرفوا عن منهج السلف ، وما عطلت الجهمية والأشاعرة رب العالمين عن كماله الواجب في علو واستوائه على عرشه ، وأسمائه وصفاته ، ورؤية أهل الجنة له ، إلا حين انحرفوا عن منهج السلف ، وما خرجت الخوارج على أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقتلون برها وفاجرها ، ويكفرون أهل الكبائر من هذه الأمة ، إلا حين انحرفوا عن منهج السلف ، وماافترته المرجئة من خروج الأعمال عن مسمى الإيمان ، إلا حين انحرفوا عن منهج السلف ، وما أوغلت الصوفية في تعطيل الأسباب ، والتقرب إلى الله بالسماع والأناشيد ، والانغماس في الفواحش ، إلا حين انحرفوا عن منهج السلف ، ومافضلت الرافضة أئمتهم على الأنبياء والمرسلين ، وزعمت تحريف القرآن ونقصانه ، وكفرت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا، إلا حين انحرفوا عن منهج السلف ، وما من بدعة من البدع ولامحدثه في العلم والعمل والتربية إلا وسببها الانحراف عن منهج السلف قصدا أو جهلا . 
والحمد لله رب ا العالمين .