بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

مقدمة كتاب صفة العالم والمتعلم

  إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
- ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[ [آل عمران: ١٠٢] .
- ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [ [النساء: ١]
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[ [الأحزاب: ٧٠ ،  ٧١]
أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله، و خير الهدي هدي محمد r، و شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
فالحمد لله الذي هدانا لتعلم كتابه و سنة رسوله r على منهج السلف الصالح y أجمعين، والحمد لله الذي وفقنا لمصاحبة العلماء الربانيين ولزوم مجالسهم، فهم بحق ورثة الأنبياء  و المرسلين، قال r:"إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر"([1]).
فهم صفوةُ الخلقِ بعد الأنبياءِ والمرسلينَ، وزينةُ الدنيا في كلِّ زمانٍ و مكانٍ، وهم مشاعلُ النورِ في دياجيرِ الظلماتِ، و بفقدِهم -والله- لا تطيبُ الدنيا، ويصيرُ الأمرُ كما قال رسول الله r:" ِإنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا.([2])
وقد وفقني الله I لوضع خطوط عريضة في باب أدب الطلب، وكنت أؤمل خروجها في وقت لاحق، لكني أجدني مدفوعا لإخراجها الآن عسى الله U أن ينفعني والمسلمين بها، وسميتها       
صفة العالم و المتعلم ([3])
ولقد سبق في هذا المضمار مشايخ كبار وعلماء أجلاء، وضعوا القواعد والأصول التي ينبغي لطالب العلم أن ينتهجها ليتحصل على الأدب الذي يُزان به العلم، لكني في هذه الرسالة أتناول التطبيق العملي لهذه الأصول، مع الإشارة إلى بعض الظواهر السلبية الناتجة عن فقدها بين المنشغلين بالعلم الشرعي، مع التركيز على طرق العلاج.
وعليه سوف تجد توسعا ملحوظا في بعض العناصر واختصارا واضحا لعناصر أخرى، وهذا ما يقتضيه مقام الانشغال بموطن الداء.
ومنهجي في الكتاب أني لا أعتمد إلا على المقبول من المرويات ، معرضاً بذلك عن المردود بأنواعه، ففي الصحيح الغنية، ولقد قمت في بادئ الأمر بتخريج الأحاديث تخريجاً موسعاً فجمعت الطرق ونظرت في الأسانيد ونقلت كلام أهل الصنعة في الرجال والأحاديث فألفيت الكتاب قد خرج عن مقصوده بحيث صارت الحواشي أكبر من أصل الكتاب، فاختصرت التخريج واقتصرت فيه على دوواين السنة الأصلية.
والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يكتب له القبول، إنه ولي ذلك و القادر عليه.


([1]) أخرجه أحمد (21207)، والترمذي(2682) ،وأبوداود (3641)، وابن ماجة(223)، والدارمي(343)، وابن حبان(88)، والبيهقي في الشعب(1571)، وفي المدخل (347)، والشهاب القضاعي في مسنده(975)، والطبراني في مسند الشاميين(1231)،والبغوي في شرح السنة(129)، وفي معالم التنزيل (224)، والخطيب في الرحلة (1/134) .
([2]) متفق عليه أخرجه البخاري (100 ،  7307)، ومسلم (2673)، وأخرجه أيضا الترمذي ( 2652) ، والنسائي في الكبرى ( 5907)، وابن ماجه (52) من حديث عبد الله بن عمرو.
([3]) أعني بذلك الصفات الخُلقية لا الخَلقية؛ لأنها هي المؤثرة حقيقة في الحكم وهو طلب العلم، فضلا على أنها في مقدور المكلفين ،وهم مأمورون بتحصيلها، أما الصفات البدنية كالطول و القصر والنحافة والسمنة، و العمى و الإبصار والصفات الجبلية كالغنى والفقر وشرف النسب وعدمه، وغيرها فهي أوصاف طردية لا تؤثر في الحكم الشرعي، فهي ليست في مقدور المكلفين ولم يؤمروا بتحصيلها، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. 


هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    بحثت عن نسخة للكتاب (صفة العالم والمتعلم) فلم أجدها

    ردحذف